ندوة «الادارة الجهادية؛ لماذا وجدت سابقًا ولماذا لم تکن الآن؟!»

استعرضت الندوة* أهم ممیزات وخصائص الادارة الجهادية وعلاقتها بقيم الثورة الإسلامية، کما تطرقت إلی المواصفات التي يجب أن یتمتع بها المدیر لکي یصبح مدیرًا جهادیًا قادرًا علی اعتماد الادارة الجهادية لتحقیق الأهداف المرجوة.

_______________

بهشتي بور: بسم الله الرحمن الرحیم. ان اجتماعنا لهذا اليوم خصص لمناقشة أحد القضایا الهامة في بلدنا وهي میزات وخصائص الادارة الجهادية. ویمکن معالجة هذه القضية الهامة من خلال الاجابة علی سؤالين اساسيتين. الأول یتعلق بالجانب النظري فالسؤال هو: ماهي الادارة الجهادية وماهي ممیزاتها؟ أما السؤال الثاني هو: إلی أي مدی یحتاج بلدنا إلی هذه الادارة؟

بطبیعة الحال ان بلدنا کان بحاجة إلی الادارة الجهادية في کل الظروف، لکن الآن وعلی ضوء العقوبات الجائرة المفروضة ضدنا، أصبحت الحاجة ملحة لاعتماد الادارة الجهادية. برأيي اننا نحتاج إلی الجهاد في الادارة کما نحتاج إلی الادارة في العمل الجهادي. ففي الجهاد نفسه تکون هناک إدارة مضمرة یجب علینا ان نطورها ونعید تأهيلها. إن الادارة الجهادية هي الادارة التي تحتوي في طیاتها الجهاد والروح الثورية. وهذا الجهاد سیبزر نفسه في مجالات مختلفة؛ لذا من الممکن سیکون هذا الجهاد هو جهاد النفس وربما سیکون ضد العدو الأجنبي.

إذن اننا بحاجة إلی مباني الادارة واصولها في العمل الجهادي، کما نحتاج إلی الجهاد في الادارة. إن حاجة العمل الجهادي للادارة الصحيحة حاجة ملحة، ومعنی ذلک ان الجهاد والادارة یکملان بعضمها البعض. صحیح ان الجهاد هو المحور الرئیسي للبحث لکن لاینبغي ان یدفعنا إلی تجاهل أمر الادارة. نحن هنا من أجل الإجابة علی أسئلة اساسیة تتعلق بممیزات المدیر الجهادي والصفات التي لابد له من امتلاکها لکي یصبح مؤهلا لاعتماد الادارة الجهادية. أما قبل کل شيء لابد لنا من تعریف مفهوم هذه الادارة واختلافها مع ادارة الأعمال الروتينية. من جهة أخری، نرید معرفة کیفية ادارة العمل الجهادي نفسه، ومدی ملائمة اصول الادارة بمفوهما العام مع الجهاد، ثم إلی أي حد تستطیع الادارة مساعدة القائمين علی العمل الجهادي لتنفیذ أهدافهم.

إن بعض الأخوة کالدکتور مجبتی رحماندوست قد عملوا لفترات طویلة في المجالات الجهادية إلی جانب توليهم ادارة بعض المؤسسات. لذلک أن اقترح أن تکون البداية مع الدکتور رحماندوست لیتحدث لنا عن مفهوم الادارة الجهادية وکذلک میزات هذه الادارة ثم ضرورة اعتماد هذه الادارة مع تبیین علاقة الادارة الجهادية بأفکار الثورة الإسلامية وقیمها.

 

رحماندوست: برأيي من لایمتلک روحا ثورية وجهادية لایمکنه أن یکون مدیرا جهادیا. من یفتقد أحد العنصرين(أي القيادة والروح الثورية) لایمکنه أن یعتمد الادارة الجهادية. فالمدير الذي يتمتع بصفات القيادة إلی جانب ایمانه بالجهاد والعمل الثوري یمکنه ان یحقق النتائج المرجوة من الادارة الجهادية.

إن المدیر في الاستعمال الاصطلاحي المتداول هو الذي یقوم بتحصیل المعارف النظریة المرتبطة بالادارة وتعلم التقنیات العلمية والتنفیذية في هذا المجال بحیث یصبح قادرا علی تنفیذ ما اکتسبه خلال تولیه العمل.

شخصیا أری ان المدیر الناجح والحاذق والمتمکن هو الذي یستطیع تنفیذ الأعمال الخاصة بالجهاز الاداري بمنتهی الدقة وبأسرع وقت ممکن. لکن إذا کان هذا المدیر يمتلک المواصفات التي تجعل منه مدیرا ناجحا لکنه لایتمتع بروح جهادية لایمکنه ان یقوم بادراة جهادية کما ینبغي. إن مفهوم الادارة بحد ذاته لایدلل علی وجود هوية محددة لکن مفهوم الادارة الجهادية یدلل علی وجود هوية محددة-وهي الهوية الثورية والجهادية- تمیز المدیر الجهادي عن غیره من المدراء.

لذا ان من يرید القیام بالعمل الجهادي لابد له من ان یکون مؤمنا بالجهاد في سبیل الله. في ثقافتنا لامعنی للجهاد دون التقوی، لذا لایمکننا ان نتقبل المجاهد الذي یحمل أفکارا علمانية؛ فالمجاهد العلماني هو شخص منافق. من جهة أخری، لایمکن ان نعتبر کل مسلم مجاهدا؛ فالمجاهد لابد له من ان یکون مؤمنا؛ مؤمنا بالقرآن الکریم، والأئمة الأطهار(ع) والثورة الإسلامية وقادتها: الإمام الخميني(رض) وقائد الثورة الإسلامية، السید علي الخامنئي. وهذا یعني ان المجاهد لابد له من ان يکون تقيا.

ولقد راجعت نهج البلاغة بحثا عن مصادیق لهذا المفهوم. خلال مراجعتي هذه تبین لي بأن الإمام علي(ع) في الخطبة رقم 193(صبحي صالح) یذکر بأننا لو نظرنا لبعض الأفراد لتبین لنا بأنهم في عالم آخر. ثم یقول إن هؤلاء غیر راضین عن الأداء الذي یقومون به. وحتی لو اقدموا علی عمل کبیر فأنهم یرونه صغیرا. ربما یمکننا اعتبار هذه الصفات من صفات المدیر الجهادي. ان المدیر الجهادي لا یلقي اللوم علی الآخرین بل یتحمل مسؤولية کافة خطواته وقرارته. ان هذا المدیر لایتردد عن اتخاذ القرارات بل یقدم علیها بحزم وشجاعة. ان المدیر الجهادي لاینخدع بالمدح بل یأخذ جانب الحیطة لو سمع أحدا یمتدحه. إنه عندما یسمع أحدا یمتدحه یأخذ بالحدیث مع نفسه(یحاسب نفسه)؛ یقول انا اعرف نفسي اکثر من کل أحد، ثم الله سبحانه وتعالی عالم بکل شي… لذا یستعیذ بالله قائلا: اللهم لاتؤاخذني فيما یقول هؤلاء المادحون.  قال تعالی: { إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً } انه سبحانه وتعالی قال ظلوما جهولا وهذه صفة مبالغة. هذا بالنسبة للانسان العادي، لکن المدیر الجهاد ینبغي ان یبتعد عن الظلم والجهل لکي ینجح في تأدية رسالته.

قد یوجد مدیرا غیر مجاهد لکنه یتمتع بمواصفات المدیر الجید، فقد تکون سیاساته وخطواته التي یقوم بها ذات تأثیر وتحقق نجاحات لکنه لایؤمن بالجهاد والتضحية. لاشک ان تأثیر هذا المدیر لیس اکثر من الشخص المدیر(الذي یمتمع بمواصفات المدیر الجید) الؤمن بالعمل الجهادي، وان کان هذا المدیر اقل علما من المدیر الذي لایؤمن بالاخلاص والعمل الجهادي.

ثم ان الادارة الجهادية تنشأ من الایمان والعمل بشجاعة واخلاص. فالادارة الجهادية هي عبارة عن العمل باعتقاد وتعهد والتضحية… انها عبارة عن عمل بکل ما یمتلکه الانسان من مواهب وطاقات.. بعض الأحیان لایتمتع المدیر بمواصفات المدیر الحاذق لکنه مؤهل لأن یتولی الادارة الجهادية لأنه مؤمن بالعمل الجهادي والاخلاص والتضحية إضافة إلی انه یشعر بالمسؤولية. فکما قال الإمام الخميني(رض) نحن مکلفون بالعمل. قد کان کلام الامام الخميني یرتبط بظرف خاص أو بقضية خاصة، أما الیوم برأيي نحن مکلفون بالعمل إضافة إلی اننا مکلفون بتحقیق النتيجة! فالمدیر الجهادي یجب ان یعتبر نفسه مکلفا بتحقیق النتائج المرجوة.

زد علی ذلک، انه لامکان لبعض التعابیر کـ«لایمکن»، و«لااستطیع» و«مستحیل» و..الخ في قاموس الادارة الجهادية. فالادارة الجهادية لاتعرف التعب والکلل ولافقدان الأمل. إن من ممیزات الادارة الجهادية هو ایجاد حلول أو البحث عنها في الحالات الحرجة. أي کل شيء مهم في الادارة الجهادية؛ التخیط والتنفیذ(وکیفيته وادواته) والنتیجة ایضا. وعلیه ان الهدف لایبرر الوسیلة في الادارة الجهادية. الجمیع یعرف الجماعات والأحزاب التي کانت تنشط قبل الثورة الإسلامية. إن تلک الأحزاب -التي کانت تسمي نفسها حرکات جهادية-، کانت تؤکد علی أن الهدف یبرر الوسیلة، لذا فقد کانت تحث انصارها علی القیام ببعض الأعمال التي تتعارض مع العمل الجهادي. برأيي ان المدیر الجهادي هو ذلک الشخص الذي یبث النشاط والحيوية والدم في شرایین الجهاز الاداري؛ لذا فالمدیر الجهادي یجب ان یتمتع بالنشاط والحيوية. ومهما یکن فالمدیر الجهادي هو الشخص المؤمن المخلص الملتزم بطاعة الله سبحانه وتعالى.

 

اشعري: أرید ان أشیر بشکل مختصر إلی بعض القضایا التي قد أشار لها بعض الأخوة کالدکتور رحماندوست. برأيي اننا نسطتیع تبیین وتحلیل مفهوم الادارة الجهادية عبر الاعتماد الفکر الاسلامي فحسب، ذلک لأن الجهاد یعد من القضایا الهامة في الثقافة الإسلامية. فمن الطبیعي اننا إذا رکزنا علی هذه المیزة سوف نتوصل إلی نتائج جدیدة.

قیل إن من یؤمن بالجهاد والعمل الجهادي لابد له من أن يکون مؤمنا بالله سبحانه وتعالی. ثم ان الجهاد في اللغة یعني العمل الذي یکون مصحوبا العمل الشاق والمصاعب، ولعل ذلک هو السبب في تفضیل المجاهدین علی القاعدين في القرآن الکریم. ربما لا یکون القاعد دون مهمة تنفیذیة، لکن المجاهد یکون قد تقبل مهمة عملية فهو مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، لذا فجهاده أکثر أجرا. 

وهناک نقطة هامة وددت الاشارة لها وهي انني وخلال بحثي في بعض المصادر لم أجد عملا أو بحثا قد تطرق إلی تحدید نظریات خاصة للادارة الجهادية. وهذا یعني ان احدا لم یقم بدراسة حول هذا الموضوع، لذا نأمل أن تکون أحد مخرجات هذه الندوة التخطیط للقیام بذلک.

إن من أهم نتائج اعتماد الادارة الجهادية هي عناية الرحمن ورحمته؛ أي أن الادارة الجهادية بکافة تفاصیلها(والتي سوف أتحدث عنها لاحقا) ستحاط برحمة الله سبحانه وتعالی وعنایته. والتجربة اثبتت ذلک خلال سنوات الثورة الإسلامية.

ثم ان الفرق الأساسي بین الادارة الجهادية والادارة العادية هي ان الذي یعتمد الادارة الجهادية والعمل الجهادي یکون قد قرر التضحية بنفسه وماله في سبیل انجاح عمله، خلافا للادارة العادية التي یقوم صاحبها بالعمل من أجل الحصول علی راتب شهري أو مکافئات مالية. ومعنی ذلک ان الادارة الجهادية هي عبارة عن تجاوز المصالح الشخصية.

في شهر مهر لعام 1357ش/ سبتمبر 1977م، قمنا بنشر بیان مفاده: «في النظام الاسلامي ینبغي ان یقوم کل شخص بالعمل وفقا لطاقاته(یوظف کل طاقاته)، وأن یأخذ من بیت المال بحسب احتیاجاته.» الأمر الذي واجه رفضا من قبل بعض الجهات، ما دفعنا للتوجیه نحو الامام الخميني(رض) الذي أيد هذا الکلام بقوله: في الادارة الجهادية لاینبغي لأحد أن یحصل أو یطلب أکثر مما یلزمه.

رويوران: إن مصطلح الادارة الجهادية یتکون من جزئین ویتضمن قضیتین ؛ الأولی: الادارة. والثانية: الجهاد. لذا لابد من التطرق إلی کل جزء علی حد سواء. لاشک إن الادارة تعد فرعا علمیا ذات نظریات وضوابط محددة، لکن ما یعننا في هذا المجال لیس الادارة وحدها. نحن هنا لدراسة مفهوما جدیدا من الادارة، وهذا المفهوم لدیه صلة وثیقة بقیمنا ومعتقداتنا الإسلامية.

لقد قمنا باطلاق عنوان الادارة الجهادية علی الاخلاق الحاکمة علی هذا النوع من الادارة. إن علم الادارة بشکل عام لیس علما جدیدا، لذا توجد العدید من النظریات المرتبطة بهذا العلم. لکن کون هذه الادارة جهادية یعد مفهوما جدیدا ومهما لابد من دراسته.

لو عدنا إلی تراثنا الاسلامي لرأینا ممیزات الادارة الجهادية لدی الامام علي(ع)؛ فقد کانت ادارته تشتمل علی قضایا عدیدة في مجالات مختلفة کالاخلاص والتضحية والشفافية المالية والحرص علی بیت المال. ومن میزات الادارة الجهادية هو الاخلاص في العمل. فالادارة الجهادية لاتعرف وقتا محددا، لذا لايحق لأحد ان یقول: انتهی عملي لأن ساعات الدوام قد انتهت! لکن في نفس الوقت تؤمن هذه الادارة بـ«لا یکلف الله نفساً إلا وسعها».

القضية الأخری هي قضية وجود القدوة ومثال صالح للتشبه به. في زمن النبي الأکرم(ص) وفي زمن الامام علي(ع) کانت الادارة الجهادية أسوة للادارة الصحیحة، وکانت هذه الادارة واضحة المعالم في جمیع التصرفات والخطوات التي یتم اتخاذها آنذاک. في الحقیقة کان الجهاد یشتمل علی محاربة العدو الخارجي من جهة ومواجهة العدو الداخلي من جهة ثانية. إذن الادارة الجهادية تشتمل -علی حد کبیر- علی الجهاد الأکبر أي جهاد النفس، وان لم تخلو عن الجهاد الأصغر. وهذا له علاقة بما أشار له السید رحماندوست في معرض إشارته إلی مفردتي”ظلوما” و”جهولا”. 

لاشک ان الانسان سیبتلی بالظلم والجهل إذا لم تشمله عناية الله ورحمته؛ قال تعالی: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا}، أي ان الانسان سوف یواجه صعوبة في عملية جهاد النفس لو لم تشمله رحمة الله وفضله. لذا یعد التوکل علی الله امرا ضرورا ومهما في هذا المجال. ثم ان الادارة الجهادية لایمکن ان تنجح دون الجهاد الأکبر. فمییزات القدوة التي تبنبوا الادارة الجهادية کانت کما ذکرنا، حیث اتضح لنا بأن جهاد النفس أو الجهاد ضد العدو الداخلي هو مقدمة وضرورة لتحقیق الانتصار علی العدو الخارجي.

النقطة الأخری هي ان ما یمتلکه الشباب یتناسب مع متطلبات الادارة الجهادية، فکبار السن قد تکونت شخصیتهم وهذا یعني ان هؤلاء من الصعب لهم تقبل التغییرات. ثم اننا لدینا نماذج اسلامية کالنبي الأعظم(ص) والامام علي(ع) وباقي الأئمة الأطهار(علیهم السلام) وکذلک شخصیات اسلامية أخری کأبي ذر وعمار، حیث کان جمیعهم في عمر الشباب عندما حققوا انجازات خلدها التاریخ.

وقد یعول علی عنصر الشباب في هذا المجال لبعد الشباب عن التعلقات المادية والقيود الدنيوية. فالشباب یقع المقدمة لأنه أکثر جاهزية لتقبل التعاليم الالهية وبالتالي العمل باخلاص دون السعي للحصول علی مآربه الشخصية. وهذا ما لایمتلکه کبار السن والذین دخلوا سن الشیخوخة، وقد تکونت شخصیاتهم بحیث أصبحوا رافضین لتقبل التغییر والتجدید.

في الحقیقة ان الخلاف التي نشب بعد وفاة الرسول(ص) کان سببه الاختلاف في الرؤی لدی هذه الاجیال؛ جیلٌ قد اعتنق الاسلام واستسلم امامه بشکل کامل، وجیلٌ أبی أن یصبح مطیعا للاسلام وتعالیمه بشکل کامل، حتی لو کان ذلک اجتهادا في مقابل النص کما قال السید عبدالحسین شرف الدین…

ولو أردنا دراسة الثورة الإسلامية بناء علی التطورات الزمنية لرأینا بعض الجهات کحرس الثورة الإسلامية وجهاد البناء أو الاعمار(Jihad of Construction/جهاد سازندگی) -وهي جهات ظهرت ونشأت من داخل الثورة الإسلامية- استطاعت ان تحقق نجاحات وانجازات کبیرة. وعليه شخصیا أری بأن عنصر الشباب المؤمن یعد عنصرا أساسیا في الادارة الجهادية.

 

رمضاني: عندما سمعت عنوان”الادراة الجهادية” تبادر إلی ذهني سؤال حول المقصود من الادارة الجهادية؛ فهل المقصود هو تبني تلک المعرفة أو ذلک العلم الذي یطلق علیه الیوم علم الادارة کأحد فروع العلوم الانسانية وأن نسترخ منه مفاهيم جهادية تتناسب مع معتقداتنا الاسلامية؟ أم قمنا باختلاق مصطلح جدید اطلقنا علیه الادارة الجهادية؟ وهل یمکن اساسا استخراج مفاهیم جهادية من علم الادارة الذي نعرفه الیوم؟ 

کما ذکر بعض الأخوة، لقد طرحت قضية تبني الادارة الاسلامية منذ السنوات الأولی التي تلت انتصار الثورة الاسلامية، وبقیت موضع اهتمام الکثیر حتی في یومنا هذا. وزاد الاهتمام بالادارة الجهادية في بداية العقد الثالث من عمر الثورة الإسلامية حیث قام البعض بمعرفة وفهرسة المصادر والکتب والمقالات التي ألفت حول الادارة الخاصة بالثورة الاسلامية.  في تلک الفترة کانت المصادرة تجاوزت الالف مصدر. وکانت الکتب تمثل ما نسبته ثلث تلک المصادر، بینما کانت باقي المصادر تشتمل علی مقالات وبحوث. الأمر الواضح هو زیادة نسبة الدراسات والبحوث في هذا المجال ولربما تضاعفت نسبة هذه المصادر في یومنا عدة اضعاف. بطبیعة الحال کما کانت لدینا قضایا مختلفة حول الاقتصاد والاقتصاد الاسلامي وایضا السیاسة والسیاسة الاسلامية، أصبحت لدینا الآن قضایا مختلفة حول الادارة بمفهومها العام والادارة الجهادية.

إذا کانت الادارة التي نتحدث عنها الآن هي نفس الادارة التي أصبحت فرعا من فروع العلوم الانسانیة واصبحت تدرس في المعاهد والجامعات، فهذا یعني اننا لاینبغي ان نعلق علیها بناء علی تعالیمنا الدینية والعرفانية. لکن إذا اردنا معالجة الموضوع بحسب معاییر ومعالم محددة وعلی رأسها الجهاد والتقوی بوصفها الماکنة المحرکة للقضایا الادارية إضافة إلی القواعد والنظریات المعروفة في علم الادارة؛ فعندئذ یمکننا ان نتوصل إلی الهدف.

یبدو لي ان الصحیح هو ان تکون الادارة الجهادية تابعة لمفهوم أکبر وأوسع وهو الادارة الاسلامية. أما السؤال الذي یطرح نفسه هنا هو: هل یمکن ان یکون لدینا علما یمکن ان نطلق علیه الادارة الاسلامية؟ وإلا فعلینا العودة إلی القواعد المرتبطة بعلم الادارة والتي لاتنستند إلی مکتب ونظریة أو توجه خاص. إن قواعد علم الادارة تتضمن في داخلها رؤی ونظریات مختلفة تعارض بعضها البعض. بشکل عام العلوم الانسانية معروفة بتصادم النظریات والرؤی المختلفة. وعلیه إذا اردنا ان نعتمد علی قواعد علم الادارة ونکتفي باضافة صفة الجهاد الیها، ماعلینا فعله(فقط) هو تحدید أي النظریات نختار. هل یقع اختیارنا علی مکتب الادارة العلمية الذي بدأ بتیلور أم نلجأ إلی المکاتب الأخری؟ علی سبیل المثال نختار مکتب الادارة الممنهجة أم مکتب الادارة الاقتضائية؟ أم مکتب ادارة مابعد الاحداثة أم مکتب العلاقات الانسانیة؟ إن هذا الموضوع یعد موضوعا هاما جدیر بالعناية والاهتمام.

إن غالبة الغربيين في الأوساط العلمية ارتضوا أو اعتمدوا الادارة العلمية، وکذلک نحن الآن اصبحنا ندرس الادارة العلمية في الجامعات.. المکاتب الفلسفية الاسلامية ایضا تؤکد علی أنه لاتوجد نظریة في العلوم التجريبية والعلوم الطبیعية والفنية إلا ولها خلفیات وجذور فلسفية ونظریة، ومعنی ذلک ان السید تایلور عندما قام بطرح 12 اصلا حول الانسان کان قد انطلق من خلفیات ونظریات خاصة لتحدید هذه الاصول. بعد ذلک ظهرت في الغرب اصوات معارضة لنظریة السید تالور حیث اعتبروا رؤیته تنطلق من النظرة إلی الانسان کماکنة، أي خلعت علی الانسان نظرة مکانیکية. ومعنی ذلک ان السید تالور لم یأخذ بعین الاعتبار احساس الانسان وعواطفه ومعتقداته. فانه تصور الانسان آلة قد حدد لها قانون تسیر علیها.

والحقيقة هي ان الانسان لیس آلة بل لدیه أحاسیس وعواطف. ونتيجة لتلک التطورات ظهرت نظریات ومکاتب جدیدة في الغرب حول مفهوم المؤسسات والادارة والمجتمع ونمط الحیاة. والآن یتبادر إلی ذهانا سؤال وهو: ألا یمکن لمعرفتنا بتعالیمنا الاسلامية ان تقودنا لمعرفة کیفية الادارة الصحيحة بشکل لایتعارض مع معتقداتنا الاسلامية وان تصبح هذه الأسس المستخرجة نظریات تحل محل النظریات الغربية کنظرية تالور ونظرية ماكغريغور؟ وألا یمکننا استخراج مفاهم جدیدة حول معرفة الحياة والکون والعالم، لکي نتمکن من عرض تعریف جدید للانسان یختلف عن التعریف الغربي؟ بعض الأحیان یتم تعریف الانسان بأنه حیوان یجب رسم نظریات للسیطرة علیه، لذا تنطلق النظریات الاقتصادية والسیاسية من منطلقات مادية بشکل یتعارض مع رؤیتنا للحیاة القائمة علی: لقد کرمنا بنی‌آدم! إذن یحدث تعارض بین رؤیتنا إلی الانسان ورؤیة النظریات الغربية. فالانسان خليفة الله علی الارض لایتناسب مع کون الانسان حیوان مثله کمثل الذئب. ان هذا التعارض في الرؤی یؤدي إلی تغییر في الخطاب. ما أرید التأکید علیه هو ان بحثنا هذا بحاجة إلی عدة جلسات ومباحثات متداولة حتی نستطیع التوصل إلی نتائج.

یجب ان نؤکد علی أن الادارة الجهادية هي صفة من صفات الادارة الاسلامية. وعلیه اذا تمکنا من تعریف الادارة الاسلامية، نکون قد رسمنا معالم الادارة الجهادية لأنها ادارة قائمة علی التقوی کما ان الادارة الاسلامية قائمة علی تقوی الله وطاعته. انها مبنية علی الایمان بالآخرة ومراعاة القسط والعدل وعدم اهمام حقوق الآخرین وقضایا اجتماعية أخری تتعلق بحقوق أفراد المجتمع. وهذا لن یتحقق إلا عن طریق الانطلاق من رؤیة توحیدیة للانسان والعلاقات الانسانیة وایضا المجتمع والبیئة التي نرید ادارتهما. إن قائد الثورة الإسلامية قام بکتابة ونشر کتاب(قبل انتصار الثورة الإسلامية) تحت عنوان: “الرؤية العامّة للفكر الإسلامي على ضوء القران الكريم”. إن المرحوم العلامة الطباطبائي وفي بداة تفسیر المیزان طرح قضية النظام الفکري انطلاقا من التوحید، ثم ینتقل إلی الصفات الالهية وثم المجتمع والفرد والقیادة ومایتعلق بها. ثم جاء بعض العلماء کایة الله مصباح یزدي وحذی حذوه(أي العلامة الطباطبائي) لکنه قدم تفسیرا أوسع للمعارف القرآنية. الذي أعنیه هو نظرتنا یجب ان تنطلق من التوحید. کما نقول ان حکومتنا یجب ان تکون اسلامية وفي هذه الحکومة الحکم لله والرسول ثم الامام وثم الولي الفقیه، الادارة ایضا یجب تستند إلی هذه التعالیم التي تبنی علیها الحکومة الإسلامية.

الحقیقة اننا لانستطیع ربط ولایة الفقيه بالادارة الغربية. وکذلک لایمکن إدارة الجمهورية الاسلامية عبر النموذج الغربي للادارة. إن برمجیات ادارة الشؤون في الجمهورية الاسلامية یجب ان تکون متناسبة من قیم النظام الاسلامي؛ أي ان ادارة السیاسة والاقتصاد وکافة العلوم الانسانية یجب ان تکون متناسبة ومتسقة مع الرؤیة التوحيدية والالهية. ولأننا اخترنا المنهج الاسلامي وقمنا بثورة اسلامية لتشکیل نظاما اسلامیا، فلابد لنا من اتباع رؤیتنا الخاصة لتصبح ادارتنا متناسبة لقیمنا الاسلامية وقادرة علی تحقیق طموحاتنا. الحقیقة هي اننا لانستطیع ان نفک کل الأقفال بمفتاح واحد. من هذا المنظار یمکننا معالجة الأزمات والتحدیات التي نواجهها. البعض یقول اننا بحاجة إلی الأشخاص یعملون باخلاص ویتقون الله ویؤمنون بالعمل الجهادي. لاشک ان البحث عن هکذا أفراد ضرورة ملحة، لکن قبل ذلک لابد لنا من تحدید مؤسسات وهیکلیات وقوانین محددة للادرة الاسلامية. فبعد ان وجدت الادارة الجهادية نبدأ بالبحث عن أفراد مؤهلین لتولي هذه الادارة. إن مثلنا الآن کمثل الذي اهتم بالمستحب أکثر من اهتمامه بالواجب. مع ذلک شخصیا اری بأن بعض الخطوات وان کانت قلیلة لکنها مجدية بعض الأحیان؛ أي ان الاهتمام بظواهر الامور أفضل من اللاشيء. ثم علینا دراسة قضية هامة وهي ماذا علی النخب من الذين درسوا علم الادارة  فعله تجاه التعالیم الاخلاقية والجهادية وایضا کیفية وسبل قیام هؤلاء بتوظیف تلک التعالیم في عملهم. لکن إذا أراد هؤلاء الاهتمام بظواهر الأمور وعدم التطبیق الحقیقي لهذه التعالیم فمن الأفضل أن یتجنبوها. وهناک إمکانية طرح معارف جدیدة. یمکننا الاستعانة بالقرآن الکریم من أجل القیام بذلک. لایوجد أدنی شک بأننا نستطیع استخراج المعارف المرتبطة بالانسان، والکون والحیاة والمجتمع والحکومة وایضا الآخرة من القرآن الکریم. وفي المفاهیم الأخری ایضا نستطیع القیام بذلک. یمکننا استخراج نظام القیم والاصول عبر الاستعانة بالقرآن الکریم. ان مناهج استخراج المعرفة والتوصل إلی الحقائق ایضا توجد في القرآن الکریم. 

إن القرآن الکریم قد رسم لنا الطریق وحدد لنا مواصفات الادارة الاسلامية والجهادية. علی سبیل المثال ادارة الانبیاء وعلی رأسهم النبي الأعظم(ص)؛ قال تعالی: { لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}. وفي الطرق الآخر، رسم القرآن لنا نموذج آخر للادارة الشیطانية وهو فرعون؛ قال تعالی: { فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ}. فالرسول الکریم نموذج لابد أن یحتذی به مع الابتعاد عن الادارة الشیطانية التي وردت معالمها في القرآن الکريم. وملخص القول هو اننا یبنغي ان نرکز بشکل واسع علی مفهوم الادارة الاسلامية وبعد تحدید معالمها والاجابة علی الاسئلة المتعلقة بها یمکن التطرق إلی موضوع الادارة الاجهادية.

 

بهشتي بور: ما فهمناه من ما تفضل به السید رمضاني هو اننا یجب ان یکون لدینا نظاما جهادیا لتطبیق الادارة الجهادية؛ فالادارة الجهادية یمکن اعتمادها في الهيکلية الجهادية فقط. ومعنی ذلک ان المدیر إذا أراد تبني الادارة الجهادية تلزمه بیئة قادرة علی التکیف مع ادارته. وهذه البيئة هي عبارة عن نظام جهادي یمکن من خلاله تطبیق الادارة الجهادية لتحقیق النتائج المرجوة.

 

آل اسحاق: أرید ان أشیر إلی بعض القضایا التي تبدو لي بأنها توظیفیة أکثر من کونها نظرية أوفلسفیة أوعلمية. کما ذکر آنفا، ان الادارة الجهادية تتکون من قسمین؛ الادارة والجهاد. بالنسبة للادارة توجد العدید من الجامعات والمعاهد العلمية والمصادر والدراسات. أما الجهاد فیمکن التطرق الیه من زوایا مختلفة.

 

أما الأهم من کل شيء هو کیفية المزج والتلفیق بین هذین المفهومین لتکوین عنصر جدید. بادئ ذي بدء وقبل کل شيء یجب الأخذ بعین الاعتبار مبدأ مراعاة التعالیم والقوانین الاسلامية لاختیار أقرب مکتب للادارة یتلائم مع ثقافتنا الاسلامية ویمکن تطبیقه بالفعل بصورة لاتتناقض مع معتقداتنا. ثم ینبغي القیام بدراسة وتجریب النموذج المستخرج لکي یتضح لنا مدی ملائمة المبادئ المستخرجة مع احتیاجاتنا. ومن هنا ارید التأکید علی ان هناک عدة نقاط رئیسية في التعاریف التي ذکرها بعض السادة المشارکين في الندوة. النقطة الأولی هي السعي الحثیث وتوظیف کافة الطاقات. الثانية هي الایمان بالمعتقدات والقيم الاسلامية. الثالثة هي التوکل. والرابعة هي خلوص النية والتقرب إلی الله سبحانه وتعالی. لکن النقطة الهامة من بین هذه النقاط والتي تعتبر ضرورية في العمل هي الایمان بالمعتقدات والقیم الاسلامية. کما هو واضح ان العلم والمعتقد والعمل ثلاثة مقولات لها تعاریفها وحدودها الخاصة بها. فقد یکون الشخص ذوعلم لکنه بلامعتقدات. أو قد تکون لدیه معتقدات إلی جانب امتلاکه العلم، لکنه لایعمل بواجبه وما یؤمن به. إن من میزات انبیاء الله واولیائه امتلاکهم لهذه المواصفات؛ أي العلم والمعقتد والعمل. فمعتقداتهم لا تتعارض مع افعالهم، والعکس صادق ایضا. ومن هنا یمکن القول إن المدیر الجهادي لایمکنه ان یکون مدیرا جهادیا إلا إذا امتلک هذه الموصفات، فامتلاکه لهذه الموصفات یعني ایمانه بالقیم الاسلامية. إذن ان امتلاک العلم لایکفي، بل العلم إلی جانب الاعتقاد والعمل به.

علي سبيل المثال ان من الضروريات التي لابد من المدیر الجهادي ان یمتلکها هو ایمانه بالآیات القرآنية کقوله تعالی: { من یتق الله یجعل له مخرجا} و{من یتوکل علی الله فهو حسبه} و{الذین جاهدوا فینا لنهدینهم سبلنا} وأن یکون هذا المدیر مؤمنا بقوله تعالی: {ان الله یدافع عن الذین آمنوا} و{ان الله لا  یضیع اجر المحسنین}و{الیس الله بکاف عبده}. یجب ان يکون مؤمنا بهذه الاصول لکي یتمکن من الاعتماد علیها عند اتخاذ القرارات. کما تفضل الأساتذة، توجد نظریات عدیدة حول الادارة وما یتشعب منها من قضایا ومباحث. علی سبیل المثال تطرح ثلاثة ابعاد رئیسیة وعامة لقضية الادارة. أما في الادارة الجهادية نحن بحاجة إلی رؤية أوسع والترکیز علی قضایا أکثر اهمية من القضایا العامة. ان العناصر الهامة التي یتم الترکیز علیها في الادراة بشکل عام هي ثلاثة أولها امتلاک روح تمکن الشخص من تولي منصب الادارة. فالسؤال الأساسي هنا هو: ماهي الروح التي یجب ان یمتلکها المدیر؟ روح نشطة أم عاجزة عن فعل أي شيء؟ روح تتسم بالأمل أم اليأس؟ روح تبعث الحيوية والنشاط أم الکئابة والملل وعدم الرغبة في مواصلة الطریق؟ الحقیقة هي ان 50 بالمائة من التأثیر في نجاح العمل مرتبط بالروح التي یمتلکها المدیر.

إن أحد المشاکل الرئیسیة التي نعاني منها هي ان المدیر لامتلک شخصية قوية. بعض الأحیان یظهر المدیر بلا أمل، أي لیس لدیه نشاط ولاحیوية ولا روح ثورية ترید انهاء العمل بکل شغف. إن قضية الروح الایجابية لها علاقة مباشرة وأساسية مع الادارة. برأيي ان 50 بالمائة من نسبة النجاح ترتبط بشکل مباشر بالروح الایجابية التي یمتلکها صاحب العمل أو المدیر. وتظهر اهمية هذه الروح في الادارة الجهادية بشکل مضاعف.  

إن طاقات المدیر الجهادي یکون مصدرها ایمانه واخلاصه وتوکله علی الله سبحانه وتعالی. إن الطاقة والروح الایجابية تمیزان المدیر الجهادي عن غیره من المدراء. ان روحه لاتعرف التریث والردد وانها لیست انهزامية. ان المدیر الجهادي یبعث الأمل في نفوس من حوله من الزملاء. المیزة الأخری التي لابد للمدیر الجهادي من امتلاکها هي معرفة للأجواء السائدة في بيئة عمله والبیئات التي ترتبط بعمله ایضا. ومعنی ذلک هو ان المدیر الجهادي إذا اراد ان یتولي إدارة مؤسسة أو منشأة ما ینبغي علیه امتلاک معرفة تامة تمکنه من معرفة کافة تفاصیل العمل وماضیه ومستقبله. إذا لم تکن لدیه معرفة فانه سوف یرفض تولي تلک الادارة حتما. السؤال الآن هو: ماذا تعني معرفة الجو السائد؟ وهل یوجد نموذجا وإطارا خاصا لهذه المعرفة؟ شخصیا اعتقد بأن هناک نموذج ثلاثي الابعاد لهذا النوع من المعرفة. 

أما فيما یرتبط بقضية معرفة بيئة العمل وما یتعلق بها من قضایا وأمور، یجب الترکیز علی المؤثرات الخارجية واللاعبین المؤثرین، وکذلک علاقة اللاعبین مع بعضهم البعض، وکیفية قيام هذه العلاقة. علی سبیل المثال إذا أراد أحد تولي إدارة منشأة من المنشآت التجارية لکن لم تکن لدیه معرفة باستراتیجیات التجارة، وکذلک لایمتلک خبرة تجاه الاستراتیجية التجارية للبلاد، بطبیعة الحال لایستیطع هذا الشخص ان ینجح في إدارته. أي إذا لم تکن لدی هذا الشخص القدرة علی معرفة الاستراتیجية التجارية للدول الأجنبية  کأمریکا والصین ودول الاتحاد الأوربي تجاه الجمهوري الإسلامية الإیرانية، لایمکنه ان یکون مدیرا جهاديا. هذا بالاضافة إلی امتلاکه الخبرة والمعرفة تجاه العلاقات الدولية في کافة المجالات.

 

 تقوي: أرید ان أوجه سؤالا للأخوة؛ والسؤال هو: هل المدیر الجهادي وحده هو الذي یجب ان یکون لدیه المام بعلم الادارة وما یتشعب منه من قضایا وأمور؟

 

آل اسحاق: کما ذکرت سابقا ان ما أشرت له هو عبارة عن مواضیع عامة. أما الذي کنت اعنیه هو ان کافة المدراء بحاجة إلی التحلي بروح قیادته عند التعامل مع القضایا المرتبطة بالادارة. لکن المدیر الجهادي فهو شخصية فریدة یمتلک مواصفات خاصة تمکنه من معرفة الأحداث والقضایا في مختلف الظروف. علی سبیل المثال ان المدیر الذي لیس لدیه معرفة بالجو العام السائد في بیئة ما لایمکنه ان یکون مدیرا جهادیا. ان اطلاع الشخص علی بعض الحیثات ومعرفته وخبرته في بعض الأمور لاتکفیه ليکون مدیرا جهادیا ناجحا. صحیح ان کافة المدراء لابد لهم من معرفة الجو العام السائد في بیئة عملهم، لکن المدیر الجهادي یجب یتمیز بممیزات إضافة إلی هذه المعرفة. إن الالتزام بالمعرفة الدقیقة لمبادئ الادارة، هو نتيجة مباشرة لتقوی المدیر الجهادي واخلاصه في عمله. وعلیه ان المدیر الجهادي لایتقبل أي مسؤولية تعرض علیه(لا یقبل تولي مناصب لیس من تخصصه)، بل انه یتقبل(فقط) المسؤولیات والمهام التي لدیه معرفة تامة بها.

النقطة الثالثة هي امتلاک العلم والخبرة الاحترافية. فالمدیر الجهادي لاینبغي ان تؤدي سیاساته إلی ان یواجه عجزا في المیزانية. ومن حیث العلم وامتلاک الخبرة یجب علیه ان یکون احترافیا بکل ما تحمل الکلمة من معنی. وهناک ممیزات وموصافات أخری لابد للمدیر الجهادي من امتلاکها. والآن علینا أن نطرح سؤلا وهو: هل امتلاکنا للمدیر الجهادي یکفي بحد ذاته لتحقیق النتائج المرجوة أم یجب ان تکون البیئة الذي یعمل فیها المدیر بیئة جهادية ایضا؟ أي تکون القوانین والسیاسات الواجبة التنفیذ جهادية. الحقیقة ان المدیر الجهادي یحتاج إلی بیئة عمل وهيکلية جهادية لکي یتمکن من تحقیق أهدافه. فکافة السیاسات والقرارات والاجراءات والمؤسسات التابعة لجهازه یجب ان تکون جهادية. في هذه الحالة فقط یتمکن المدیر من اعتماد ادارة جهادية. لایمکن ان یکون المدیر جهادیا في حین یکون عمله قائم علی التوصال مع موظفین ومدراء لایؤمنون بالعمل الجهادي. إذن في مجال الادارة الجهادية یجب ان تکون السیاسات والقوانين متناسبة مع هذه الادارة تساعد علی تطبیقها. إن من أهم مواصفات المدیر الجهادي هي الجرأة والشجاعة والمرونة. إن المدیر الجهادي یجب ان یکون شخصا مجازفا وخلاقا لایخاف من الاقدام علی اتخاذ القرارات. لاشک ان الشخص الکسول والمتقاعس الذي یتنظر انتهاء دوامه لکي یترک عمله لایمکنه ان یکون مدیرا جهادیا. ان المدیر الجهادي یجب ان یمتلک قدرة اتخاذ القرار. بالإضافة إلی کل ما تقدم، ان المدیر الجهادي یجب ان یتمتع بخصال حميدة. فتصرفاته وخصاله الحميدة یجب ان تکون قدوة لمن یعمل تحت امرته.

النقطة الأخری تتعلق بسلوک المدیر وتصرفاته. ان تصرفات المدیر وخلقه یجب ان تکون نموذجا حسنا یحتذی به. أي لابد للمدیر ان یکون عاقلا وکافة تصرفاته تتسم بالعقلانية. ان هناک مراتب لنسبة ذکاء الأشخاص؛ ففي المرتبة الأولی یقع العاقل ثم الأحمق ثم السفیه ثم المجنون. إن العاقل هو الذي یمتلک حاسبة في عقله؛ أي قبل ان یقوم باتخاذ اي خطوة یقوم بمحاسبة نفسه ویقوم بتحدید محاسن خطوته ومعایبها، ثم یقوم باتخاذ القرار النهائي. الأحمق کذلک یمتلک نفس الآلة الحاسبة لکنه یقوم بتفعیلها بعد تنفیذ القرارات. السفیه لایمتلک آلة حاسبة دقیقة. أما الجاهل فلا یمتلک آلة حاسبة اصلا. المنظمات ایضا کعقول الأفراد. توجد منظمات ومؤسسات عاقلة وتوجد أخری حمقاء. کما ان هناک مؤسسات ومنظمات سفیهة ومنها المجنونة. أما المؤسسات العاقلة هي تلک التي تمتلک مجموعة من العلاقات التي تسودها العقلانية. أي ان نظام اتخاذ القرارات وصناعة القرارات وتوظیف القیم الاسلامية في تلک القرارات مبني علی العقلانية. لاشک ان هذه المؤسسات لدیها أدوات لتقییم الأوضاع قبل اتخاذ أي قرار. وهذا یوصلنا إلی نتیجة هامة وهي إذا سارت المؤسسة نحو السفاهة والجنون، فأول خطوة ینبغي ان یقوم بها المدیر یرشد مؤسسته نحو العقلانية، وان یقوم باقامة علاقات داخلية مبنية علی العقلانية. الحقيقة هي اننا لانمتلک نظرة شاملة للادارة الجهادية.

 

بعض الأحیان نعتبر الشخص النزیه شخصا جهاديا. ولیس بالضرورة یکون هذا الشخص یمتلک رؤیة خاصة حول الجهاد. ولایهمنا کون هذا الشخص لدیه معرفة بعلم الادارة أم لا. یکفیه ان یکون شخصا شجاعا یمتلک المقومات الرئیسیة التي تؤهله تولي منصب المدیر. یکفیه أن یکون مجازفا وذات قدرة علی اتخاذ القرار. لاشک ان عدم قدرة بعض المدراء علی اتخاذ القرارات یعد من المشاکل الرئیسیة التي یعاني منها بلدنا. لماذا؟ لأن هؤلاء لایمتلکون قدرة اتخاذ القرار بالاضافة إلی عدم امتلاکهم لروح المجازفة. الجدیر بالذکر ان بيئة عمل بعض المدراء لاتسمح لهم بالمجازفة، في حین ان بیئة الادارة الجهادية یجب ان لا تکون رافضة للمجازفة. ومهما یکن فالمدیر الجهادي یقدم علی اتخاذ القرارات دون تریث وقبل کل أحد، لأنه بعلمه وبعد نظره یقدر الموقف ویتخذ القرار الصائب. ان هذه المیزة؛ اي القیام علی التخاذ القرارات السریعة قد تکلف ثمن باهض، کما انها قد تکون خاطئة بعض الأحیان. هذا الأمر یتطلب تحدید قوانین وضوابط محددة وصارمة للتعامل مع القرارات المتهورة. ان القوانین والضوابط نفسها یجب ان تکون جهادية.

 

بهشتي بور: قد أشار د.رحماندوست إلی تعریف عن مفهوم الجنون في الادارة، وهو تعریف یختلف عن التعریف الذي ذکره د.آل اسحاق، فأصبح لدینا الآن رؤیتان مختلفان. الجنون بمعنی حب امتلاک القدرة علی التأثیر، وقد یصل هذا الحب إلی حد یدفع المدیر إلی التضحیة بحیاته من أجل تحقیق أهدافه عبر إقدامه علی عمل کبیر. فقد یبدو عمله هذه جنونیا في الوهلة الأولی لکن إذا نظرنا إلی ما قام به بمنظار آخر لتبین لنا بأن ما قام به هذا الشخص هو عین الصواب والعقلانية. وهذا یعني انه قد قام بعمل لایستطیع الانسان العادي فعله.

 

 

 

 

تقوي: قبل الولوج في صلب الموضوع؛ أي موضوع الادارة الجهادية، أود التأکید علی أنني اتفق مع رأي الدکتور رمضاني حول الادارة الجهادية خاصة نهاية حدیثه والذي تضمن الاشارة إلی بعض المواضیع الأساسیة. والآن ارید ان ابدأ الحدیث بالاشارة إلی نفس المواضیع. یاحبذا لو قمنا بمعالجة موضوع الادارة الاسلامية ثم انتقلنا إلی الادارة الجهادية لأن الادارة الجهادية تابعة للادارة الاسلامية وفرع لها. برأيي هذا الموضوع بحاجة إلی دراسة واسعة. إن القرآن الکریم ونهج البلاغة وکتب الحدیث ملیئة بالنقاط القيمة التي لها علاقة مباشرة مع الادارة. لکن مع الأسف الشدید نری العدید من المعنیین یلجأون إلی ترجمة قواعدالادارة. والنتيجة اصبحت ان ابنائها لدیهم المام تام بمادئ علم الادارة حسب نظرية تیلور، في حین انهم لایعرفون شیئا عن الادارة المستخرجة من المصادر الاسلامية. إن موضوعنا الآن هو الادارة الجهادية، إذن نحن لانقوم بدراسة الادارة بمفهومها العام ولا الادارة الاسلامية. إن ما تفضل به الدکتور آل اسحاق کانت مواضیعا ترتبط بالادارة الاسلامية. ان کافة العناوین التي طرحت في هذه الندوة کانت مرتبطة بشکل أکبر بالادارة الاسلامية، في حین ان الادارة الجهادية هي ادارة خاصة فریدة من نوعها. من جهة أخری، ان أحد ارکان الحیاة في کافة المجتمعات البشرية هي الادارة. منذ بداية الخلقة علم الانسان بأنه یجب ان یتعاون مع الآخرین للتمکن من ادارة حیاته، وعلیه توصل إلی الحقیقية القائلة بأن الادارة ضرورة ملحة وتقع علی سلم اولویاته. یظهر مما تقدم ان الادارة کانت ملازمة للانسان منذ بداية الحیاة البشریة. من جهة ثانية، اننا إذا قبلنا بأن الادارة تعتبر ضرورة ملحة ولازمة في الحیاة الاجتماعية، ولایمکن إدارة شؤون المجتمع إلا عن طریق اختیار مدیر، فلابد لنا من الاهتمام بأمر الادارة وما یتشعب منها من قضایا وأمور. أنا لاأرید أن اشیر إلی المواضیع التي تقدم ذکرها وقد أشار لها الأخوة، لکن أرید ان اشیر إلی روایة عن الامام الرضا(ع) تؤکد لنا أهمية الادارة وضرورتها للمجتمعات البشرية. جاء في بحار الانوار(المجلد 23 الصفحة 32)، ان الامام الرضا علیه السلام قال: « أَنَّا لَا نَجِدُ فِرْقَةً مِنَ الْفِرَقِ وَ لَا مِلَّةً مِنَ الْمِلَلِ بَقُوا وَ عَاشُوا إلَّا بِقَيِّمٍ وَ رَئِيسٍ لِمَا لَابُدَّ لَهُمْ مِنْهُ فِى أَمْرِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا». إذن من الضرورة اختیار المدیر أو الأمیر أو الحاکم لادارة شؤون المجتمع، لکي نتمکن من تنظیم أمور المجتمع وقیادته. فالادارة بحد ذاتها ضرورة. في الدین الاسلامي ایضا تم التأکید علی ضرورة الاهتمام بأمر الادارة. روی عن النبي صلی الله علیه وآله وسلم، انه قال: « : ‏إِذَا كَانَ ثَلَاثَةٌ فِي سَفَرٍ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ»، لهذا السبب نری المفکرون والعلماء یعتبرون “الادارة” ضرورة ملحة للمجتمعات البشرية. إذن لابد لنا من الاهتمام بدور الرئاسة والادارة في هذه المسیرة. في الفکر الشيعي تعد إدارة الأمة من واجبات الامام، وهذا ما أشار له الدکتور رویوران عندما ذکر قضية ولاية الفقیه. فمسؤولية إدارة المجتمع تقع علی عاتق الامام وهذا الأمر یعد اصلا عقائديا دينيا. وهنا ارید ان اقتبس عبارة عن تاريخ الفخري إذ یقول: إن اعمار البلاد یتم من خلال العدل وثباتها ممکن بالعقل والحفاظ علیها یکون بالشجاعة اما إدارتها فبالرئاسة.

لاشک ان الامامة رئاسة عامة في امور الدین و الدنیا! إن هذا الأصل یوجد في الفقه الشيعي ایضا. إن الشيعة تعتقد بأن الأمة من دون إمام لایمکنها ان تستمر بحرکتها نحو التقدم. وهذا یعني ان معنی الادارة واضح تماما في الفکر الشيعي؛ فالادارة هي فن التنسیق بین مجموعة من أفراد البشر وهدايتهم بناء علی معرفة متناسبة تساهم في تحقیق الأهداف المرجو بلوغها. أما بالنسبة للادارة الجهادية یمکن القول اننا إذا قمنا باضافة صفة الجهاد إلی الادارة نکون قد حددنا مسارا خاصا لها. في الحقیقة إن الادارة الثقافية والاقتصادية والتعليمية والسیاسية هي عبارة توجهات خاصة تمیز ادارة عن ادارة أخری. إن صفة الجهاد في الادارة الجهادية تحدد التوجه والسلوک الخاص لهذه الادارة. وفیما یلي اود الاشارة إلی بعض میزات الادراة الجهادية، فعبر هذه الممیزات یمکننا استخراج تعریفا محددا لهذه الادارة.

1-الایمان بالسعي والعمل المقدس. إن الادارة الجهادي لاتعني العمل دون الایمان بمبادئه. إن هذه القداسة مأخوذة من صفة الجهاد. إن للجهاد له تعریف خاص ومحدد، لذا لایمکن اعتبار کل عمل عملا جهادیا. إن الجهاد مصطلح اسلامي له تعریف وإطار محدد، لذا یجب تعریف العمل الجهادي في الاطار الاسلامي لکي یتبین لنا التوجه الذي ینبغي ان تقوم علیه الادارة الجهادية. إن الجهاد وبحسب تعریف صاحب الجواهر هو: «بذل نفس و المال و الوسع فی الکلمه الاسلام و اقامه شعائر الایمان».( الجواهر، ج21). هذا هو الجهاد وماعداه لایسمی جهادا. إن الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام المعروفة ب الفيت كونغ حركة مقاومة مسلحة فيتنامية نشطت ضد امریکا وحققت انجازات لکن ماقامت به هذه الجبهة لاسمی جهادا. ولایمکن تسمية قتلاهم بالشهداء. أما قائد الثورة الإسلامية، السید علي الخامنئي یعرف الجهاد علی النحو التعالی: إذا عمل احد لاعلاء کلمة الحق وکلمة الاسلامة وکذلک عمل لإظهار غزة المسلمین فهذا هو الجهاد في سبیل الله.

2-الایمان بالعمل الجهادي. إن الادارة الجهادية تختلف عن الانواع الاخری للادارة. إنها في الحقیقة محاولة لمواجهة العدو ومخططاته. ولاینبغي ان نسمي کل محاولة یقوم بها الأفراد عملا جهادیا. وشتان ما بین عمل المجاهد وعمل الشخص الذي یسعي لتحقیق أهدافه. إن العمل الجهادي هو عبارة عن کافة الخطوات والمساعي الهادفة لإفشال مخططات الأعدو ومؤامراته بالإضافة إلی التصدی إلی هجماته. إن هذا التوجه القائم علی معرفة العدو ومخططاته ذو قيمة كبيرة يصلح ان نسمیه جهادا. وفي خطبة للإمام علي(ع) یقول فیها:{ فان الجهاد باب من ابواب جنه فتح الله به خاصه اولیائه و هو لباسُ التقوی}(نهج البلاغة/ الخطبة 27) فالجهاد هو ثاني صفة واجبة لمواجهة العدو.

3-العمل بالواجب والسیر نحو تحقیق الأهداف. إن المدیر في هذا المجال یعمل علی مبدأ التکليف. وعندما یقوم العدو باستهداف عزة المجتمع وکرامته، یجب القیام بخطوات لاستعادة عظمة البلاد ومجدها. وهذه الاستعادة تکون بطرق مختلفة منها الدخول إلی ساعات القتال لاستعادة الکرامة المسلوبة.

4-امتلاک الروح الجهادية. وهذا یعني ان الروح المعنوية والمعتقدات الغيبية لها مکانة خاصة في الادارة الجهادية. وکان النبي(ص) إذا أمر أميراً على جيش أوصاه بتقوى الله ثم یقول: اُغزوا بسم‌الله و بالله و فی سبیل‌الله! وهذا یعني ان النبي(ص) کان یحدد المسار الذي یجب ان یسیر علیه القائد عند تنفیذ مهمته.

5-الصرامة في اتخاذ القرارات! إن من صفات الأنبياء والرُّسل الصرامة والحزم عند الاقدام. فلایوجد لدینا رسولا لم یکن یتمتع بالصرامة والحزم. و من هؤلاء الأنبياء الكرام أولي العزم من الرسل حيث غيّرت رسالاتهم ودعوتهم مجریات الأحداث. وإن الحزم والصرامة من الصفات التي کان یتمتع بها مالک الأشتر عندما اولاه الامام علي(ع) علی مصر. وقد خاطب الامام أهل مصر بقوله: «…وهو مالك بن الحارث أخو مَذْحِج، فاسمَعوا له وأطيعوا أمرَه فيما طابَق الحقّ، فإنّه سيفٌ من الله…»

 

 

الموضوع الآخر هو ضرورة اعتماد الادارة الجهادية. فالسؤال المحوري هو: في أي قضایا أو في مواطن نحتاج إلی إدارة جهادية؟ الاجابة علی هذا السؤال مهمة قد تکشف لنا العدید من الأمور.

بعض الأحیان تکون الظروف السائدة في البلاد تتطلب ادارة جهادية، کما شهدته البلاد في السنوات الأولی للثورة الاسلا

Comments (0)
Add Comment