الثقافة الاسلامیۀ
موقع إسلامي وثقافي الثقافة الاسلامية

السيرة النبوية، والثورة الإسلامية في إيران والصحوة الإسلامية في المنطقة

حوار مع مدیر مهرجان خاتم الأنبیاء..

0 270

السؤال: نبارك لكم المولد النبوي الشرف. منذ عدة أعوام وحضرتك تتولی مهمة إدارة مهرجان خاتم الأنبیاء. من فضلكم تحدثوا إلينا عن دوافع تنظيم المهرجان ومن أين كانت البداية؟ 

علي اكبر اشعري: بسم‌الله‌الرحمن‌الرحیم. أنا ایضا أتقدم بأحر التهاني لكم وللقراء الكرام بمناسبة المولد النبوي الشريف، سائلا المولى عز وجل أن يمن علينا جميعا برحمته وان ندعوا الله سبحانه وتعالى مخلصين أن يوفّقنا جميعاً للسير على نهج رسول الرحمة صلی الله علیه وآله وسلم.

لاشك أن انتصار الثورة الإسلامية في إيران كان أحد مظاهر الاعجاز القرآني في عنصرنا الحالي؛ فأحد وجوه هذا الأعجاز هو تحقق الوعد الإلهي: { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِینَ آمَنُوا فِی الْحَیَاهِ الدُّنْیَا وَیَوْمَ یَقُومُ الْأَشْهَادُ} (غافر-51) إن الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني(رض) انتصرت بعون الله ونصرته وابهترت العالم بقدرتها علی تحقيق الأهداف والطموحات الإسلامية. إن عون الله ونصرته لهذه الثورة تجلی في مراحل وأحداث مختلفة، ما جعلها شامخة مرفوعة الرأس أمام جميع الهجمات والمؤامرات والمحاولات الغادرة، فهي تزدهر يوماً بعد يوم وأخذت تتوسع شيئا فشيئا حتی وصلت باقي دول المنطقة والنتيجة كانت انطلاق موجة من الثورات الإسلامية(الصحوة الإسلامية) كان من نتائجها تشكيل محور مقاومة؛ أي المحور الذي شكل تحدیات كبیرة لقوی الهيمنة والاستكبار واطماعها في المنطقة. من أهم رسائل هذه الثورة التي رفعت شعار الله سبحانه وتعالی، هي ان السبیل الوحید لتحقيق السعادة الخالدة يتمثل في العودة إلی الله؛ قال تعالی: {وتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمیعاً أَیُّهَا الْمْؤمِنُونَ لَعَلَّكمْ تُفْلِحُون} (نور – 31) ، والتمسك بالتعاليم القرآنية التي تهدي الإنسان بأفضل وأقوم طريقة؛ قال تعالی: {انَّ هـذا القُرءانَ یَهدی لِلَّتی هِیَ اَقوَمُ} (الإسراء- ۹)، والعمل بالأحكام الإلهية والسیر علی نهج النبي الأعظم(ص) في العمل بهذه الأحكام؛ قال تعالی: {یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَأُولِی الْأَمْرِ مِنْكمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِی شَیْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْیَوْمِ الْآخِرِ ذَلِك خَیْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِیلًا} (النساء- 59) و{لَقَدْ كانَ لَكمْ فِی رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَهٌ حَسَنَهٌ} (الأحزاب- 2). إذن علينا السیر علی نهج الرسول الكريم(ص) الذي اصطفاه الله جل وعلا من بين قومه؛ قال تعالی: {لَقَدْ جَاءَكمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكمْ} (التوبة- 128)؛ وهو صاحب الصفات الخُلقية العظيمة؛ قال تعالی: {وَإِنَّك لَعَلى خُلُقٍ عَظیمٍ} (القلم-4)؛ الذي وصفه الله بالسراج المنیر؛ قال تعالی: {سِرَاجًا مُنِیرًا} الأحزاب- ۴۶) لكي ينیر الطريق لأبناء البشر ويخرجهم من الظلمات إلی النور، أو كما قال امیرالمؤمنین، علي بن ابي طالب(ع) : «.. لیُثیروا لَهُم دَفائِنَ العُقول»(نهج البلاغة- الخطبة 1)، العقل الذي وصفه النبي(ص) بأنه أفضل شيء خلقه الله جل وعلا؛ قال صلی الله علیه وآله وسلم: «قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى وَ عِزَّتِی وَ جَلاَلِی مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحْسَنَ مِنْك»(الخصال ص۴۲۷). إن الرسول الكريم(ص) بعدما بلغ مرتبة متقدمة من الكمال والإيمان، أصبح جدیراً بتلقي الوحي؛ قال تعالی: { فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَى } (النجم-10). إن تقرب النبي الأكرم إلی الله سبحانه وتعالی حصل علی وسام رحمة للعالمين؛ قال تعالی: {وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَهً لِلْعَالَمِینَ(الأنبیاء-107). إن الرسول الكريم قام بتبليغ التعاليم القرآنية{یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَیْك مِنْ رَبِّك} (المائدة-67) إلی جانب الحث على حسن الخلق، والتمسك به؛ دعا الناس إلی المعروف ونهاهم عن المنكر؛ قال تعالی: {یَأمُرُهُم بِالمَعروفِ وَیَنهاهُم عَنِ المُنكرِ وَیُحِلُّ لَهُمُ الطَّیِّباتِ وَیُحَرِّمُ عَلَیهِمُ الخَبائِثَ وَیَضَعُ عَنهُم إِصرَهُم وَالأَغلالَ الَّتی كانَت عَلَیهِم} (الأعراف-157) إذن الرسول الكريم هو نور {سِرَاجًا مُنِیرًا}، وأمين الله في ابلاغ الرسالة: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ»} (فالفتح-۲۹) بالإضافة إلی كونه إمام وولي المجتمع البشري:  {.. إِنَّما وَلِیُّكمُ اللهُ وَ رَسُولُهُ …}(المائدة- ۵۵) وعلیه أوجب الله سبحانه وتعالی اطاعة الرسول(ص) : {وَ أَطِیعُواْ اللّهَ و َالرَّسُولَ لَعَلَّكمْ تُرْحَمُونَ} و أمر الإنسان باتباع : {..مَا آتَاكمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَاكمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} (الحشر-7) لأن: {مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (النساء-80) إن الله جل وعلا وعد من يطيع الله ورسوله بالسعادة والخلود؛ قال تعالی: {وَمَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ یُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِینَ فِیهَا وَذَلِك الْفَوْزُ الْعَظِیمُ} (النساء-13)

كما وعد جل وعلا من لايمتثل لأحكامه بالعذاب: {وَمَنْ یَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَیَتَعَدَّ حُدُودَهُ یُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِیهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِینٌ} (النساء- 14)

واشترط الله سبحانه وتعالى حب نبيه ونصرته كشرط أساسي لعلاقة الحبّ بين الله والعبد؛ قال تعالی: {قُلْ إِنْ كنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى یُحْبِبْكمُ اللَّهُ وَیغْفِرْ لَكمْ ذُنُوبَكمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ} ‏(آل عمران-۳۱) السبیل الوحيد للسیر علی ال

أما الطريقة التي علمنا بها القرآن الكريم لاحتذاء الأنبياء والأولياء تدور حول اتباع النهج الذي ساروا علیه؛ قال تعالی: {انَّ اَولَی‌النّاسِ بِابراهیمَ لَلَّذینَ التَّبَعوه}(آل عمران-68) القرآن الكريم يستخدم نفس التعبير للحديث عن النبي الأعظم(ص)؛ قال تعالی: {الَّذینَ یَتَّبِعونَ الرَّسولَ النَّبِیَّ الأُمِّیَّ الَّذی یَجِدونَهُ مَكتوبًا عِندَهُم فِی التَّوراهِ وَالإِنجیلِ یَأمُرُهُم بِالمَعروفِ وَیَنهاهُم عَنِ المُنكرِ وَیُحِلُّ لَهُمُ الطَّیِّباتِ وَیُحَرِّمُ عَلَیهِمُ الخَبائِثَ وَیَضَعُ عَنهُم إِصرَهُم وَالأَغلالَ الَّتی كانَت عَلَیهِم فَالَّذینَ آمَنوا بِهِ وَعَزَّروهُ وَنَصَروهُ وَاتَّبَعُوا النّورَ الَّذی أُنزِلَ مَعَهُ  أُولٰئِك هُمُ المُفلِحونَ} (الاعراف- 157) قال الإمام الباقر(ع): «إنَّ رَسولَ اللّهِ (صَلَّی اللّه عَلَیهِ وَ آلِه) بابُ اللّهِ الَّذي لا یُؤتى إلاّ مِنهُ ، وسَبیلُهُ الَّذي مَن سَلَكهُ وَصَلَ إلَى اللّه ِ عَزَّوجَلَّ.» (الكافي ج۱ ص۱۹۸)

إلی جانب القرآن الكريم، تؤشر الروايات المروية عن الأئمة(عليهم السلام) إلی ضرورة التأسي والاقتداء بالنبي(ص). قال الإمام علي(ع): «فَتَأَسَّ بِنَبِیِّك الاْطْیَبِ الاْطْهَرِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ)؛ فَاِنَّ فیهِ اُسْوَهً لِمَنْ تَاَسّی وَ عَزاءً لِمَنْ تَعَزّی، وَ اَحَبُّ الْعِبادِ اِلَی اللّه ِ الْمُتَاَسّی بِنَبِیِّهِ وَ الْمُقْتَصُّ لاِ ثَرِه…» (نهج البلاغة، الخطبة ۱۶۰). وفي موضع آخر، يحذر علیه السلام من الانحراف عن نهج الرسول ويقول: «..مَنْ تَقَدَّمَهَا مَرَقَ وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا زَهَقَ وَ مَنْ لَزِمَهَا لَحِقَ(نهج‌البلاغة، الخطبة۹۹) وأدعا إلی الاقتداء بالرسول الكريم(ص): «..فَمَا أَعْظَمَ مِنَّهَ اللَّهِ عِنْدَنَا حِینَ أَنْعَمَ عَلَیْنَا بِهِ سَلَفاً نَتَّبِعُهُ وَ قَائِداً نَطَأُ عَقِبَهُ.. »(نهج‌البلاغة خ۱۶۰) . قال رسول الله(ص): «إنَّ شِیعَتَنا مَن شَیَّعَنا وَاتَّبَعَ آثارَنا وَ اقتَدى بِأعمالِنا»؛ (بحار الأنوار ، ج ۶۸ ، ص ۱۵۴)

إذن لو أراد المسلمون خاصة الشعب الإيراني- الذي رفع شعار الإسلام من خلال ثورته-؛ إقامة مجتمع توحيدي، لابد لهم من العودة إلی سیرة النبي(ص)،لأن سیرة النبي الأكرم هي أهم مصدر معرفي بعد القرآن الكريم. لابد للحكام والمدراء، والفقهاء والعلماء، وجميع ابناء المجتمع وكافة شرائحه؛ لابد لهم من اتباع الرسول الاكرم (ص ) كقدوة ومثل اعلی. لابد لنا من التحلي بحسن شمائله وأخلاقه. ويجب ان لاننسی بأن معرفة سیرة النبي واظهار سیرة النبي الكريم كقدوة یحتذی بها؛ تحتاج إلی جهاد علمي وفقهي يقوم به علماء الدين والعلماء والمفكرين المسلمين، عند ذلك نستطيع أن نبين سیرة النبي بصورة ملائمة للعصر الحالي. إلی جانب العلماء والفقهاء، علی الكتاب والفنانين المسلمين الاضطلاع بهذا الدور الحساس. الكتاب والفنانين يمكنهم التعبير عن اخلاق النبي الكريم من خلال كتاباتهم واعماهم الفنية بصورة تؤثر في نفس المتلقي. ان هؤلاء وعبر طرقهم التعبيرية الفريدة يمكنهم نشر السيرة النبوية وشمائل النبي صلى الله عليه وآله سلم في المجتمعات الإسلامية. هذه هي الطرقة الصحيحة لاثبات الإعجاز التشريعي الذي بلغه النبي الكريم والتأكید علی ان شريعته شريعة الخلود..

في السنوات الماضية، أجرينا مباحثات مع بعض الأساتذة حول كيفية تحويل سیرة النبي الكريم إلی خطا، ودورنا في تنفيذ هذه المهمة. في نهاية المطاف توصلنا إلی ضرورة تبيين سیرة النبي(ص) بصورة تتلائم مع عصرنا الحالي، خاصة في ظل المؤامرات التي تحاك ضد الإسلام من خلال القيام بخطوات مسئة للنبي الكريم(ص) والقرآن، وكذلك تأسيس المنظمات التفكيرية الهادفة إلی تشويه سمعة الإسلام من خلال القيام بأعمال دموية ثم الترويج إلی انها تنتسب إلی الإسلام والنبي(ص). خلال تلك المباحثات لم يكن أمامنا سوی خیارين: 1-الاكتفاء بتعريف بعض المصادر الإسلامية. 2-حث المخاطبين علی القراءة  للتعرف علی أخلاق النبي وسیرته إلی جانب تشجيعهم علی الكتابة حول هذا الموضوع.  لقد وقع اختیارنا علی الخیار الثاني لأنه اكثر نجاعة، خاصة وان نمو معدل الكتابة يستلزم نمو معدل القراءة. هذه هي البداية التي دفعتنا للتكفیر بتنظيم مهرجان سنوی تحت عنوان: مهرجان خاتم (الأنبیاء). 

السؤال: تفضلتم بأننا اليوم وفي ظل الظروف الراهنة وبعد قيام النظام الإسلامي، وجدنا انفسنا في أمس الحاجة إلی الاقتداء بالنبي الكريم كقدوة ومثل أعلی.. حبذا لو ذكرتم لنا مثالا واحدا يوضح هذا القول.

الجواب: إن أول ما شهدته إيران بعد الثورة الإسلامية هو تغییر نظام الحكم من نظام ملكي مستبد إلی نظام اسلامي وهو نظام قائم علی أساس إدارة الشعب. إن غاية الثورة هي اصلاح القوانين والأطر لتحقيق التنمية الاجتماعية بصورة تدفع المجتمع نحو الكمال. لاشك أن أول قضية يجب الاهتمام بها في هذا المجال هو تحدید مواصفات القادة الذين يردون قيادة النظام نحو تحقيق هذا الهدف. 

وهنا أود الإشارة إلی نقطة تؤكد حسن شمائل نبينا الكريم(ص) وأخلاقه، والتي يجب علی المسؤولين والحكام التحلي بها. إن أول ميزة تميز بها النبي الأعظم والتي ربما يمكن اعتبارها أهم المواصفات؛ هي الإخلاص لله عز وجل. نتيجة لهذا الخلاص حصل النبي الكريم علی وسام تلقي الوحي: {أَنْزَلَ عَلى‌ عَبْدِهِ الْكتابَ…} (الكهف-1). إن إخلاص النبي هو تمثل في عبادته لله جل وعلا، العبادة التي عبر عنها بأنها أساس الخلقة: {ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِیَعْبُدُونِ} (الذاریات- 56) إن هذه العبادة تعني السیر علی الصراع المستقیم الذي هو الامثال لأوامر الله والامتناع والنهي عن ما نهی الله عنه؛ {إِنَّ اللَّهَ رَبِّی وَرَبُّكمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِیمٌ}(آل عمران-51) لذلك خاطب الله سبحانه وتعالی نبیه علی النحو التالي: {وَ قَضی رَبٌّك اَنْ لا تَعْبُدُوا اِلاّ ایّاهُ} (الأسری-23)  الجدیر بالذكر ان الابتعاد عن الطغيان يدخل في إطار عبادة الله والامثال لأوامره: {وَ لَقَدْ بَعَثْنا فِی كلِّ اُمَّهٍ رَسُولاً اَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (النحل- 36) ويعد تجنب الطاغوت مقدمة الایمان والإخلاص لله: {فَمَن یَكفُر بِالطّاغوتِ وَیُؤمِن بِاللَّهِ فَقَدِ استَمسَك بِالعُروَهِ الوُثقىٰ لَا انفِصامَ لَها} (البقرة- ۲۵۶)

وفقاً للتعاليم الإسلامية إن العبادة هي الحكمة التي خلق الله تعالى من أجلها الإنسان، والإنسان إذا حقق العبادة ينجح في تحقيق غایاته.. وهذا ما أكد علیه الشهيد مطهري عبر الاستناد إلی قول النبي صلی الله علیه وآله وسلم، «إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً أَطَاعُوهُ فِیمَا أَرَادَ فَأَطَاعَهُمْ فِیمَا أَرَادُوا، یَقُولُونَ لِلشَّیْءِ كنْ فَیَكونُ» (كلیات حدیث قدسي ج۱ ص۷۰۹) إذن نحن بحاجة إلی إدارة شؤون المجتمعات والبلدان من خلال الاستعانة بالله سبحانه وتعالی، فالنصر لايأتي إلا من عند الله، وهذا ما ثبت من خلال عدة أحداث، كانتصار الثورة الإسلامية، وفشل عملية مخلب النسر‏ (هي عملية عسكرية فاشلة نفذتها القوات المسلحة الأمريكية بجانب القوات الخاصة في 25 إبريل 1980 لتحرير رهائن أميركيين في السفارة الأميركية بطهران) وأحداث أخری كالحرب المفروضة والدفاع عن مراقد اهل البيت(ع) في سوريا.. 

 

السؤال: بناء على هذه الايضاحات، ماهي الرسائل والأدوار التي يرید المهرجان توجيهها وتأديتها؟

الجواب: المهرجان يقوم سنوياً بتوجيه دعوة للكتاب لإرسال قصصهم القصيرة المرتبطة بالسیرة النبوية. بطبيعة الحال، من أجل ان تكون القضة مرتبطة بالسیرة النبوية لابد للكاتب من الرجوع إلی التاريخ والروایات، ما یشكل بحد ذاته دعوة لمعرفة نهج نبينا الكريم(ص). لاحقاً وبعدما تنشر الأعمال الفائزة في المهرجان، ستتوفر لدينا نصوص ومصادر جدیدة مستلهمة من سیرة النبي الأعظم(ص). 

 

السؤال: ماهو عدد الأدوار التي أقيمت لحد الآن؟ وماهو عدد القصص التي شاركت خلال الأدوار السابقة؟ 

الجواب: بدأ المهرجان قبل سنوات. لحد الآن أقيمت خمسة أدوار منه، ونحن اليوم علی أعتاب تنظيم دورته السادسة. يمكن للراغبين في المشاركة ارسال أعمالهم حتی نهاية فبرایر القادم. خلال الدورات الخمسة التي أقيمت لحد الآن، استلمت الأمانة العامة للمهرجان مايقارب 2500 عمل قام بارسالها كتاب من الداخل والخارج. بعد استلام النصوص، يتم ارسالها للجنة المعنية بتقييم النصوص المشاركة، وبعد القبول، يقوم مكتب نشر الثقافة الإسلامية بنشرها. حتی الآن، قمنا بنشر 17 كتاباً تضمنت القصص الفائزة في الدورات المختلفة للمهرجان.

 

السؤال: حدثونا عن انجازات المهرجان. ماهي تأثیرات المهرجان في الداخل؟ وماهي الفئات العمرية المستهدفة؟ 

الجواب: قبل كل شيء أود التأكيد علی ان المهرجان لايمتلك قدرة دعائية كبيرة، لذلك التعرف علی المهرجان ونشاطاته يتم شيئاً فشيئاً ومن خلال المشاركين أو القائمين علی المهجران. في السنتين الماضيتين  استطاعت إدارة المهرجان أن توظف العالم الافتراضي للدعاية للمهرجان ونشر كل ما يرتبط به. أنشطة المهرجان تستهدف الفئات العمرية المختلفة لكن فئة الناشئة والشباب، لكن بشكل خاص المهرجان موجه لفئة الناشئة والشباب.

 

السؤال: هل للمهرجان أنشطة وفعاليات تكميلية غیر تلك التي تتمحور حول دعوة الراغبين في المشاركة وتقييم أعمالهم؟ 

الجواب: نعم. من الدورة الألی، قام أعضاء اللجنة العلمية للمهرجان بزیارة المحافظات والمدن الأخری ونظموا فيها تدورات تدريبية لتأهيل الكتاب وتعريفهم بقوانين المهرجان وأهدافه. منذ العام الماضي قرر المهرجان تنظيم دورات تدربية لنقد القصص والنصوص في العالم الافتراضي. لحد الآن قمنا بتنظيم دورتين تدريبيتين؛ إحداهما للكتاب الأطفال والناشئة والأخری للكتاب الكبار. وخلال ذلك، قمنا بتدريب أكثر من 500 كاتب. التدريب يتم من خلال قيام أحد الأساتذة بنقد وتقييم نماذج من المؤلفات المشاركة في الدورات السابقة للمهرجان. السید مصطفی رحماندوست هو استاذ القسم المرتبط بتدریب الكتاب الأطفال والناشئة، والسید مجید قصیري هو استاذ قسم قصص كبار السن. 

 

السؤال: ماذا عن الجانب الدولي للمهرجان؟ لحد الآن، هل تضمن المهرجان انتاجات وكتابات من الخارج؟ 

الجواب: ليس للمهرجان حدود جغرافية ولغوية ومذهبية و..الخ. لاشك انه كلما ازداد دور المهرجان في الداخل تعزز دوره وتأثیره في الخارج، فقد وصلتنا العدید من المؤلفات والانتجاجات من دول مختلفة كاذربيجان، وافغانستان، وتركيا، والعراق، ولبنان، وسوريا، والامارات، والبحرين، واليمن، وبعض الدول الأوروبية كألمانيا وفرنسا للمشاركة في المهرجان لهذا العام. بالإضافة إلی المسلمين، كان من بين المشاركين، أفراد من أتباع الديانات الأخری. في احدی الدورات، قام المهرجان بتكريم سيدة مسيحية. الجدیر بالذكر، ان بعض دور النشر الأجنبية رحبت بالمؤلفات المشاركة في المهجران، لذلك أعلنت استعدادها لترجمة بعض هذه المؤلفات.

 

السؤال: ماهي الخطط المستقبلية للمهرجان؟ 

الجواب: في الدورات الخمس الماضية تمكنا من تحديد العدید من الأشخاص الموهوبين والذين يتمتعون بموهبة الكتابة. خطتنا المستقبلية تتمحور حول استمرار العلاقة مع هؤلاء الأشخاص إلی جانب تعزیز دور المهرجان في تدريب و تأهيل جميع الفئات، حتی نشهد في المستقبل القريب انتاجات ومؤلفات متميزة من قبل هذه الفئات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.