الثقافة الاسلامیۀ
موقع إسلامي وثقافي الثقافة الاسلامية

مات الاتفاق النووي .. لماذا لا ينعوه ؟!!

0 356

علیرضا تقوی نیا

تُظهر التطورات الأخيرة على صعيد الملف النووي النووي الإيراني ومواقف الأطراف المتورطة في هذه القضية أن الاتفاق النووي تعرض لذبحة دماغية وفي غيبوبة لا رقود عنها .

لكن السؤال المحير :” لماذا لاننعي وفاته ؟

باعتقادي ان السبب يعود إلى أن كلا من إيران وأمريكا وأوروبا ترى ان إعلان انتهاء هذا الاتفاق ليس من صالحهم ؛

فأمريكا عالقة في مأزق معقد. فعليها من جهة أن تضبط الوضع مع الصين ، ومن جهة أخرى أن تقاتل ضد روسيا في أوكرانيا لاركاع بوتين ، وفي هذا الوسط يبقى الملف النووي الايراني عالقا في الهواء.

بايدن اخفق في تقديم حوافز لإقناع طهران بالعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة ؛وإسرائيل وبعض العرب غير راضين عنها ،في المقابل ايران لايتزحزح شرطها بإلغاء كل الحظر.

اساسا ، لم يكن البرنامج النوي مشكلة أمريكا مع ايران حتى يغض بايدن الطرف عن كل سلوك طهران. بل انه وكل الديمقراطيين يرون خطة العمل المشتركة الشاملة بداية لتدمير القدرات الاستراتيجية لطهران.

ايران تطالب بضمانة لرفع العقوبات ومن الواضح أن بايدن يرفض لان العقوبات من وجهة نظر البيت الأبيض هي الأداة الوحيدة المتبقية  لكبح جماح قوة الجمهورية الإسلامية ومسيرة تقدمها في غرب آسيا.

من ناحية أخرى ، قدم الرئيس الحالي للولايات المتحدة اثناء حملته الانتخابية ، خطة العمل الشاملة المشتركة على انها أفضل خيار لاحتواء  إيران النووية ، ووعد بأن لن تصبح طهران نووية.

الآن بعد ان رفضت ايران العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة واجتازت النقاط القريب من الصفر النووي ، فإن الخيار العسكري هو السبيل الوحيد أمام الولايات المتحدة لوقف تطور البرنامج النووي الايراني.

لكن الرئيس الأمريكي يعلم اولا أن أي هجوم وان كان محدودا على برنامج إيران النووي ليس مؤكدًا أن ينجح ، ثانيًا ، أن ذلك سيفضي دون شك إلى حرب شاملة في حين انه وعد جمهوره الناخب بفخر بإنهاء حروب أمريكا في الشرق الأوسط وتجنب اشتعال حرب أخرى ، لأن الاقتصاد الأمريكي لا قوة دفع لديه وان حلفاء واشنطن حول إيران سيتكبدون خسائر كبيرة.

وبعيدًا عن كل هذه الأسباب التي ذكرتها ، فإن الحرب مع إيران بالكامل ستكون لصالح الصين وروسيا ، لأن موسكو وبكين ترغبان في انزلاق  واشنطن في اوحال أزمات أخرى لمنع توجيه قوتها نحوهما.

اذن ، بايدن لا يستطيع محاربة إيران ولا منعها من التحول الى دولة نووية بطرق أخرى.

لكن طهران تعرف جيدًا العقبات امام أمريكا لشن الحرب ضدها وتعلم أنه حتى بدون خطة العمل الشاملة المشتركة ستكون قادرة على بيع  نفطها لان العالم يحتاج إليه ، وبالتالي فانها لا تريد العودة إلى الاتفاق بأقل المكاسب مقابل خسران  قدرتها النووية واضعاف موقفها امام الغرب وإسرائيل وعرب الساحل الخليجي .

من دون مجاملات يجب القول إن إيران لا تجد نفسها في موقف صعب وفي حرج لتوافق على اتفاق سيئ (من سماته عدم وجود ضمانات تضمن عدم فرض عقوبات جديدة عليها من قبل الولايات المتحدة).

نستنتج من كل ما اسلفنا :  لن تقبل إيران بشروط أمريكا ولا امريكا ستقبل  بشروط طهران.

فعلا ان الاتفاق مات ولا احد يريد ان ينعيه ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.