الثقافة الاسلامیۀ
موقع إسلامي وثقافي الثقافة الاسلامية

الاحتلال الامريكي ليس عسكريا فقط

0 134
حافظ آل بشارة
العصر-الاحتلال الامريكي للعراق تجاوز حالة الاحتلال العسكري ، واصبح احتلالا متعدد الاشكال ، فهو:
1- احتلال سياسي لأن اميركا هي التي تتحكم بالانتخابات وموعدها ونتائجها ، كما ان اميركا تحتضن ساسة الكرد والسنة ونصف ساسة الشيعة فهم اصدقاؤها وهم الذين ينوبون عنها في تنفيذ مخططاتها وقد خصصت لهم امتيازات هائلة.
2- كما ان اميركا تحتل العراق اقتصاديا وتتصرف بعوائده النفطية عبر البنك الفدرالي ، ولا يوجد اي قانون عالمي او محلي يسمح لاميركا بالاستيلاء على عوائد النفط العراقي بهذا الشكل والتحكم بالمبلغ الذي يعطى للعراق شهريا من امواله !
3- كما ان اميركا تحتل العراق امنيا لانها ترسل عصابات داعش التابعة لها الى اي مكان تريد في العراق ، وتشن هجمات باستخدامها كيفما تشاء ، وتعد مواقع وادي حوران الشهيرة نموذجا للاحتلال الامني الامريكي الذي لا يستطيع احد مناقشته.
4- اميركا تحتل العراق اجتماعيا وذلك باختلاق جماعة فوضى او اكثر من جماعة دربتها ومولتها وهي قادرة على تأزيم الوضع الاجتماعي متى ارادت اميركا ذلك ، فيحتلون الشارع ويشعلون الاطارات ويعتدون على القوات الامنية ، ويغلقون الجسور والدوائر والمدارس ويعطلون الحياة اليومية، ومعهم فريق مكلف بقتل بعضهم لالقاء اللوم على القوات الامنية .
عندما تريد اميركا اسقاط الدينار العراقي ليكون مثل التومان الايراني او الليرة اللبنانية ، وفي الوقت نفسه تهاجم محافظات عديدة باستخدام داعش ليقتلوا المدنيين ، وفي الوقت نفسه تطلق المتظاهرين في شوارع الوسط والجنوب ليحرقوا الشارع ويعطلوا الحياة . ثم ترسل قادة سنة وكرد وشيعة من اصدقاءها الى الفضائيات ليصرحوا بأن ايران هي السبب في هذا الوضع !!! هذه التوليفة من الاجراءات الامريكية اذا تم استخدامها بشكل متزامن فهي كافية لانهيار العراق واسقاط العملية السياسية.
اذن كل هذه الاشكال من الاحتلال الامريكي للعراق تجعل الاحتلال العسكري من خلال قواتها الموجودة في قاعدتي عين الاسد وحرير والمنطقة الخضراء ومطار بغداد احتلالا ثانويا ، فسواء انسحبت تلك القوات ام لم تنسحب فالاحتلال اعمق واخطر ، كل الذين كانوا ينادون باخراج القوات الامريكية ثم سكت بعضهم يعرفون هذه الحقائق ويعرفون ان القضية ليست قضية قوات امريكية ، بل القضية قضية هيمنة متعددة الاشكال اخطر من الاحتلال العسكري التقليدي.
حل هذه المشكلة يكون من خلال النظر الى ملف الاحتلال من كل الزوايا ، ليصل الجميع الى قناعة تقول ان الاحتلال لا يخرج من بلد ما عبر التفاوض والنقاش والاتفاقات ، ولم يحدث ذلك يوما في تأريخ الاحتلال

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.