الثقافة الاسلامیۀ
موقع إسلامي وثقافي الثقافة الاسلامية

تحديات الأدارة الايرانية الجديدة في سياستها الخارجية 

0 243
محمد صالح صدقيان
استكمل الرئيس الايراني الجديد ابراهيم رئيسي متطلبات تسنمه للرئاسة بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية بأدائه اليمين الدستورية يوم الخميس الماضي في مراسم حرصت ايران علی ان تكون تظاهرة دولية سياسية بمشاركة عدد من رؤساء الجمهورية في دول صديقة ووزراء خارجية ورؤساء برلمانات وهيئات سياسية ودبلوماسية كان في مقدمتهم الرئيس العراقي برهم صالح من اجل مواجهة الضغوطات الكثيرة التي تحاول الولايات المتحدة ومعها “اسرائيل” ممارستها ضد الحكومة الايرانية الجديدة .
الرئيس ابراهيم رئيسي كان موفقا في ” خطاب القسم ” الذي ألقاه امام ضيوف ايران الاجانب . انه اشار الی ثوابت الجمهورية الاسلامية في المساهمة بنشر مفاهيم العدالة في المجتمع الدولي ومواجهة الظلم والهيمنة والدفاع عن حقوق الشعوب في الاستقلال والحرية . اشار ايضا الی رغبته ورغبة ادارته في تعزيز العلاقات مع المحيطين العربي والاسلامي في الوقت الذي لم ينس التأكيد علی سلمية البرنامج النووي الايراني الذي يقلق الخارج الايراني وهو ما اعطی الانطباع علی رغبته في الاستمرار بمباحثات فيينا النووية من اجل التوصل الی إحياء الاتفاق النووي وإلغاء العقوبات المفروضة علی ايران.
نشرت الاسبوع الماضي تصورا رسَمَتُه شخصية رفيعةُ المستوی في ادارة الرئيس ابراهيم رئيسي بشان محاور سياسته الخارجية لكنني اليوم اريد ان اتطرق الی تحديات حقيقية تواجه هذه السياسة سواء مع المحيط الاقليمي او الخارجي .
في المحيط الاقليمي وتحديدا مع دول المنطقة فإن علاقة ايران لا يحسد عليها خصوصا مع دول مجلس التعاون الخليجي . لا اريد مناقشة من المقصر في هذه العلاقة خلال العقد الماضي ؛ لكني اريد ان اضع تصورا لعلاقة المستقبل منطلقا من علاقة الماضي . وزارة الخارجية الايرانية لم تضع دول المنطقة بما يجب في اطار مباحثاتها النووية مع الدول الغربية التي بدأتها منذ تسلم الرئيس روحاني مقاليد الرئاسة في العام 2013 ؛ حيث كانت تعتقد انها تتحدث مع ” المختار ” كما عبر عنه الرئيس روحاني وهي اشارة للولايات المتحدة . وعندما يتم الاتفاق مع هذا ” المختار ” فإن جميع ” اهل الحي ” سيخضع صاغرا . للاسف لم يكن ” المختار ” مسؤولا عندما انسحب من الاتفاق الذي تم التوصل اليه في الوقت الذي شعر فيه ” اهل الحي ” انهم مهمشون ؛ وان الاتفاق الذي تم مع احدهم لم يكن ” اتفاقا جيدا ” ولذلك انضموا للمختار الجديد الذي قال انه ” اتفاق سيء ” .
يبدو لي ان دول المنطقة التي عانت من ازمات وحروب ومنغصات امنية وسياسية يجب ان توضع في اطر تفكير الجمهورية الاسلامية من اجل اعطائها الثقة اذا كانت العلاقة معها في اولويات السياسة الخارجية الايرانية ؛ وان تجاوزها او تهميشها لا يمكن تعزيز الثقة معها . العلاقة مع دول الجوار ” امن قومي ” وتعزيز هذه العلاقة هي تعزيز للامن القومي الايراني كما انه تعزيز للامن الاقليمي الذي تحرص ايران علی دعمه .
في الامن الاقليمي ايضا تدخل قضية افغانستان التي تحتاج الی تفرغ لان التطورات لم تنته بعد وهي مرشحة لكافة الاحتمالات .
التحدي الاخر ان علاقات ايران مع المحيط الدولي تعتمد في اغلب الاحيان علی علاقة الجانب الاخر مع الولايات المتحدة . ناخذ مثلا الصين التي اكتملت مسودة الاتفاقية الاستراتيجية المحتمل توقيعها في ولاية الرئيس ابراهيم رئيسي . ما مصير هذه الاتفاقية علی ضوء العلاقة الامريكية الصينية ؟ ماذا لو تحسنت هذه العلاقة ؟ ماذا لو وضعت الاتفاقية في اطار المساومة بين بكين وواشنطن ؟ الامر كذلك مع روسيا . ما اريد ان اقوله هو ان مثل هذه العلاقات غير مستدامة وهي في حقيقة الامر تحد اخر تواجه الرئيس رئيسي . انا اعلم ان اوراق ايران ليست قليلة في هذه العلاقات لكنها تبقی من التحديات التي تواجه الحكومة الايرانية الجديدة .
هناك تحد آخر وهو المباحثات مع المجموعة الغربية . هذه المباحثات انتهت الى طريق غير مشجع بعد اصرار الجانب الامريكي علی فرض شروطه ولا اعلم ان كان يرغب السير بخطوات ايجابية لتعزيز الثقة مع الجانب الايراني في عهد الرئيس رئيسي ؛ لكني اعلم ان الحكومة الايرانية الجديدة غير مستعدة لتقديم تنازلات تمس أمنها ومصالحها الوطنية والقومية وهي تسير مع واشنطن بخطوة مقابل خطوة ايجابية كانت ام سلبية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.