الثقافة الاسلامیۀ
موقع إسلامي وثقافي الثقافة الاسلامية

4 نقاط أتت بالإيرانيين إلى الدوحة.. مكانك راوح!

0 377

محمد صالح صدقيان

إختتمت جولة المباحثات غير المباشرة التي إستضافتها الدوحة بين كبير المفاوضين الايرانيين علي باقري والمندوب الامريكي روبرت مالي بمساعدة مندوب الاتحاد الاوربي انريكي مورا.. من دون التوصل إلى أي نتائج، وفق التصريح الذي أدلى به مورا بعد إنتهاء المحادثات.

جاء اجتماع الدوحة غداة المباحثات التي اجراها منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل، السبت الماضي، في طهران مع المسؤولين الايرانيين حيث نقل إليهم تصورات أمريكية لاختراق الجمود الذي اصاب مفاوضات فيينا.

ونقل مصدر ايراني رفيع المستوی ان بوريل طرح علی الجانب الايراني نقاطاً عديدة مستوحاة من اللقاء الذي جمعه بروبرت مالي في بروكسل، قبل توجهه إلى طهران الأسبوع الماضي، وهي نقاط كانت كفيلة من وجهة نظر الأوروبيين بطرق أبواب العاصمة الايرانية طهران. وقال المصدر ان التصورات الامريكية الجديدة التي نقلها بوريل إلى طهران شملت اربع نقاط. الاولی تخص الحظر المفروض علی جهاز الحرس الثوري الايراني حيث تعهد الجانب الامريكي برفع الحظر عن مؤسسات تابعة للحرس وشخصيات تعمل في اطار الحرس الثوري مع الابقاء علی اسم الحرس حتى اشعار آخر. ومن بين المؤسسات التي يُفترض رفع الحظر عنها مؤسسة “خاتم الانبياء” التي تعمل في مجال الاعمال والبناء والتي تعتبر الشركة الام لـ 130 شركة فرعية تعمل في المجالات الاقتصادية والصناعية وحتى الثقافية. النقطة الثانية تقضي بالسماح لايران ببيع النفط والغاز خارج اطار العقوبات الامريكية؛ أما النقطة الثالثة فتقضي بالسماح للشركات الدولية دخول سوق الاستثمار الايراني وان الاتحاد الاوربي يضمن استمرار هذه الشركات بمزاولة عملها حتی وان تراجعت الولايات المتحدة عن اي اتفاق يتم التوصل اليه في فيينا؛ في الوقت الذي شملت النقطة الرابعة فتح التحويلات المالية عبر منصة “سويفت” بين البنوك الايرانية والاجنبية

وذكر المصدر ان ذهاب المفاوض الايراني إلى الدوحة جاء استناداً إلى هذه النقاط الاربع؛ لافتاً الإنتباه الی ان القاعدة التي تستند إليها ايران في المفاوضات مع الجانب الامريكي تحديداً؛ والجانب الغربي بشكل عام، هي السلوك الذي يعتمده الجانب الاخر “فاذا تقدم خطوة الی الأمام، فان ايران تتقدم خطوة مماثلة والعكس صحيح”. وذهب المصدر إلى حد القول إن طهران لم تكن ممانعة لفكرة عقد لقاء مباشر بين علي باقري وروبرت مالي في الدوحة شريطة ان تلمس تغييراً في السلوك الامريكي.

ويضيف المصدر “للأسف، ثمة مناخ من إنعدام الثقة وقد تبين أن الأميركيين يراوحون مكانهم، وهذا الأمر أدى إلى خسارة فرصة تفاوضية جديدة”. واعرب المتحدث باسم الحكومة الايرانية علي بهادري جهرمي أمس (الاربعاء) عن امله في تغيير السلوك الامريكي عما كان عليه في عهد الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، الأمر الذي يستطيع فتح مسار التوصل إلى اتفاق مستدام ومقبول في فيينا.

وكان بوريل قد ذكر خلال زيارته لطهران السبت الماضي ان المباحثات الثنائية بين طهران وواشنطن تستطيع ان تحل بعض الاشكالات السياسية بين الطرفين وعندها يمكن للجانب الامريكي العودة إلى طاولة 5+1 حيث تكون جميع الاطراف بما في ذلك الايراني والامريكي علی طاولة واحدة لمناقشة كافة القضايا العالقة وجهاً لوجه.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة ان القاعدة التي تسير عليها ايران في الحوار مع الجانب الامريكي تستند علی “عدم حسن النية” لان التجارب اثبتت ان واشنطن لا تتمتع بالمصداقية الكافية في الالتزام بالاتفاقات الدولية، في اشارة واضحة لانسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 وفرض عقوبات جديدة علی ايران.

الجدير ذكره أن الدوحة لعبت بالتنسيق مع الإتحاد الأووربي دوراً في محاولة إيجاد قواسم مشتركة وكانت طهران أسرع في التجاوب مع إقتراح عقد المفاوضات في العاصمة القطرية. يذكر أن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التقی المندوب الامريكي روبرت مالي في واشنطن ثم في الدوحة وهو الذي ساهم الی حد بعيد في توفير الظروف التي أدت إلى عقد لقاء الدوحة بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي.

وكتب أنريكي مورا في تغريدة على تويتر أرفقها بصورة له خلال لقاء مع كبير مفاوضي طهران علي باقري: «يومان مكثفان من المحادثات غير المباشرة في الدوحة”، وأضاف: «لسوء الحظ، لم تؤد بعد للتقدم الذي كان يأمله فريق الاتحاد الأوروبي. سنواصل العمل بإلحاح أكبر لإعادة الاتفاق الذي يخدم منع الانتشار النووي والاستقرار الاقليمي لمساره”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.